الفهرس
إنّ أخبار لقاح كورونا في تركيا هي الأخبار الأكثر تداولاً بين الأتراك والمقيمين الأجانب فيها، خاصة أنه بارقة الأمل لتجاوز الأزمة التي أحدثها انتشار الفيروس في البلاد، ويعدّ الأمل المنتظر لإنهاء القيود المفروضة وتحديات المرحلة الراهنة.
قد أوردنا في هذا التقرير معلومات شاملة عن اللقاح، وأنواعه، وكيفية أخذه، إلى جانب تفاصيل أخرى حول الإجراءات التركية لمكافحة الفيروس وانتشاره، والفرص المتاحة أمام تركيا لتجاوز هذه المرحلة.
معلومات عن لقاح كورونا في تركيا
وصلت الدفعات الأولى من لقاحات فيروس كورونا إلى تركيا في بداية كانون الأول من عام 2020 الماضي، وبعد إجراء التجارب الأولى تم إطلاقه عبر مراحل وبإشراف وزارة الصحة التركية التي قامت بدورها بتوجيه تعميمات إلى مديريات الصحة في جميع الولايات التركية لتنفيذ خطة أخذ اللقاح وفق ما هو مخطط له من قبل الوزارة.
أنواع لقاح الكورونا في تركيا
بحسب بيان صادر عن وزير الصحة التركي السيد فخر الدين كوجه ،فإنّ أنواع اللقاحات الموجودة في تركيا وصل عددها إلى 17 لقاحاً تقوم تركيا بالتعامل معها وتطوير بعضها، وأهم هذه الأنواع:
اللقاحات المصنّعة والمطورة محلياً
· تقوم عدة جامعات تركية بمشاركة نخبة من العلماء الأتراك بإجراء دراسات ما قبل السريرية، وقد أنهيت المرحلة الأولى من التجارب بنجاح، في حين من المتوقع أن تنتهي المرحلة الثانية في أبريل 2021 وفق توقعات وزارة الصحة التركية.
· من ناحيتها أعلنت جامعة "إرجييس" التركية عن إنجاز المرحلة الأولى من تطوير لقاح محلي ضد كورونا، وقد أجرت عمليات تطعيم لأكثر من أربعين متطوع، ولم يتم تسجيل أي أعراض جانبية أو آثار غير طبيعية على المتطوعين.
· في السياق ذاته قامت "الوكالة التركية للأدوية والمعدات الطبية" بإعداد لقاح "إرشادي" ضد فيروس كورونا المستجد، وتقتصر وظيفة اللقاح على تحديد الجوانب الدقيقة الواجب دراستها في التجارب ما قبل السريرية على اللقاحات، وذلك تجنباً لحصول أعراض طويلة الأمد ناتجة عن الإصابة بالفيروس.
اللقاح الألماني الأمريكي
· هو لقاح مشترك بين شركة "فايزر" الأمريكية، وشركة بيونتيك الألمانية، وقد أثبت هذا اللقاح فاعليته في الوقاية من كورونا بنسبة 90% في التجارب الأولية المطبقة عليه، وقد تلقّت تركيا مليون جرعة منه.
· مبدأ عمل اللقاح: يقوم بتحفيز خلايا الجسم لإنتاج بروتينات وأحماض نووية مماثلة لبنية الفيروس، مما يمنح إثارة لدى الخلايا للاستجابة المناعية ضد كورونا في جسم الإنسان.
· لا يعتبر اللقاح فعالاً إذا كانت درجة حرارته تتجاوز الـ-70 أثناء نقله من مكان التصنيع إلى المستفيدين منه، ويمكنه الصمود لمدة نصف سنة تحت الظروف الجوية الملائمة.
· ومما يذكر أنّ تجارب اللقاح الألماني الأمريكي وصلت إلى المرحلة الثالثة، وقد أُعلن عن النتائج الأولية قبل النصف الأول من تشرين الثاني /نوفمبر 2020.
· وقد أشادت منظمة الصحة العالمية باللقاح، ووصفت الأخبار عنه بـ"أخبار مشجعة".
اللقاح الصيني
· تم تصنيع هذا اللقاح من قبل شركة "سينوفاك" الصينية، وهي شركة مختصة في التقنيات الحيوية، وقد ساهمت سابقاً في إنتاج أنواع عديدة من اللقاحات المضادة للأمراض الفيروسية كالإنفلونزا والتهاب الكبد.
· تم إجراء دراسات المرحلة الثالثة من تجارب اللقاح الصيني في عدة دول في مقدمتها "تركيا" بالإضافة إلى البرازيل وإندونيسيا، كما أعلنت تركيا في وقت سابق أنها باشرت بدراساتها وتجاربها الخاصة حول اللقاح الصيني.
· تلقت تركيا حوالي 6.5 مليون جرعة من اللقاح الصيني "سينوفاك" على دفعتين، عبر مطار إسطنبول الدولي.
· كما بدأت تركيا بتطعيم اللقاح الصيني من نوع "كورونافاك".
اللقاح الروسي
· أنتجت روسيا لقاحاً خاصاً بها تحت اسم "سبوتنيك V" وقد تشاركت مع عدة أطراف دولية لإنتاجه، منها شركات تركية مختصة في صناعة المنتجات الدوائية والطبية.
· يحتمل أن يصل حجم إنتاج اللقاحات إلى الملايين سنوياً، وقد توفر اللقاح مبدئياً في تركيا والإمارات وهنغاريا، كما من المتوقع أنّ اللقاح سيصل إلى دول أخرى.
· على الرغم من تحقيق اللقاح الروسي نجاحاً بنسبة فعالية 90% في تجاربه الأولى إلا أنه يعاني من منافسة قوية من قبل شركات التصنيع الدوائي الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وجمهورية الصين.
خطة تطعيم لقاح الكورونا في تركيا
· في إعلان صدر سابقاً عن وزير الصحة في تركيا عن إطلاق تطعيم لقاح كورونا في تركيا، بعد انتهاء اختبارات السلامة الخاصة باللقاحات التي سيبدأ التطعيم بها.
· قررت وزارة الصحة أن تكون الدفعة الأولى من تطعيم اللقاح خاصاً بالكوادر الطبية في جميع الولايات التركية، ثم الانتقال إلى تطعيم المستفيدين منه من بقية فئات السكان الأتراك والمقيمين الأجانب لاحقاً.
· وكنوع من التحفيز لتلقي العلاج تم تطعيم عدد من مسؤولي الدولة التركية بلقاح كورونا منها رئيس الجمهورية ووزير الصحة ومسؤولين آخرين.
· كما تضمنت الخطة إتاحة المجال للاستخدام الطارئ للقاح عند الضرورة.
· كذلك أعلنت تركيا في هذا الصدد أنها عازمة على توفير 75 مليون جرعة مبدئياً من اللقاحين الصيني والألماني خلال فصل الشتاء علماً أن ذلك سيتزامن مع استمرار الجهود العلمية لتطوير اللقاحات المحلية.
طريقة تطبيق خطة لقاح كورونا
وفق التعميم الذي وصل إلى جميع مديريات الصحة في الولايات التركية، مع مطلع عام 2021، تم تحديد التفاصيل الإجرائية لتطبيق خطة تطعيم لقاح كورونا في تركيا:
غرف التطعيم
· تم إنشاء غرفة لتطعيم الكورونا على الأقل في كل المستشفيات الحكومية والخاصة، والمشافي الجامعية
· وتم تجهيزها بمعايير "العيادات الشاملة"
· كذلك ستتم زيادة عدد غرف التطعيم في كل مشفى وفقاً للقدرة الاستيعابية المتوقعة، لمنع الازدحام وتقليل أزمنة الانتظار.
· كل عشرة غرف تطعيم ستخضع لإشراف طبيب واحد
· ستكون الغرف مستقلة ولها غرف انتظار خاصة بها داخل المشفى
· لن تكون الغرف بجوار غرف الطوارئ في المشفى
كيفية إعطاء اللقاح
تتم عملية منح لقاح كورونا للمستفيدين منه وفق الخطوات التالية:
· نقل كل فرد إلى غرفة لقاح مستقلة
· يتم التحقق بداية من البيانات الشخصية والتأكد من مطابقة الموعد
· يكون تطعيم الأفراد وفقاً للفئات ذات الأولوية في التطعيم، وفقاً لإرشادات اللجنة العلمية في تركيا ووزارة الصحة.
تجارب اللقاح في تركيا
قامت وسائل الإعلام التركي بنقل بعض تجارب لقاح كورونا في تركيا وإطلاع متابعيهم على انطباعات المتلقين للقاح، ونتائج ذلك، ومن هذه التجارب ما نقلته صحيفة "ديلي صباح" وسنقوم بنقله لكم:
السيدة "أمينة بوزيغت"
· عمرها: 56 سنة
· عملها: طبيبة أسنان
· تطوعت لتلقي لقاح كورونا في مشفى "أجيب آدم أتاكنت" وهو مشفى جامعي في كوتشوك تشكمجه/إسطنبول.
· صرحت بأنها تلقت اللقاح الصيني، وتشعر بأنها أكثر أماناً، وصرح أحد أبنائها أنه يأمل بأن يحصل جميع أبناء الشعب التركي على اللقاح في أقرب فرصة.
السيدة "أسيل مرات كوروكماز"
· عمره: 25 عاماً
· عمله: عامل رعاية صحية
· وهو من أوائل من تم تطعيمهم باللقاح المضاد لفيروس الكورونا في تركيا
· صرح لوسائل الإعلام بأنه لا يشعر بالقلق من تلقيه اللقاح
مما يجدر الإشارة له أن تركيا بدأت بتشغيل 25 مركزاً لتجارب تلقيح كورونا في عدة ولاية تركية، وقد أخضعت حوالي 500 متطوع للقاح التجريبي.
هل ستتجاوز تركيا أزمة كورونا
تتعامل تركيا منذ بداية انتشار فيروس كورونا في البلاد بجدّية مطلقة مع الأزمة، وطبقت إجراءات صارمة وقيود أدت إلى احتواء انتشار الفيروس والحفاظ على الموسم السياحي، وإنقاذ الكثير من القطاعات الاقتصادية.
وكذلك باشرت تركيا في إجراء التجارب والدراسات على عدة لقاحات مضادة لفيروس كورونا بشكل مبكر، وقامت بالتعاون مع عدة دول وشركات تصنيع دوائية عالمية، وأطلقت خططاً مدروسة للبدء بتطعيم فئات واسعة من الشعب التركي باللقاح، تمهيداً إلى تعميم اللقاح على كل سكان تركيا والمقيمين فيها.
ما سبق من خطوات يؤكّد أن الجهود التركية ستثمر إن شاء الله خيراً، وستكون محفزة لتجاوز أزمة كورونا في البلاد في وقت مثالي، ومما يمكن الحديث عنه أنّ تركيا قد تجاوزت الدرجات الحرجة في هذه الأزمة.