الفهرس

    حلم الإقامة في تركيا يرافق أثرياء العالم، وليس مجرد الرغبة بزيارتها، وأصبحت فكرة الاستقرار في هذا البلد من الأفكار الرائجة بين الأثرياء العرب، وخاصة من أبناء الدول العربية التي تضرر اقتصادها في الفترة الماضية، كالسوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين.

    إضافة إلى ذلك فإنّ أثرياء الخليج العربي وأوروبا يفضلون كذلك الإقامة في تركيا بشكل كبير، نظراً لأهمية السياحة والعمل في هذا البلد الحيوي والذي تشجع قوانينه على الاستثمار فيه.

    زيادة اليخوت السياحية في تركيا

    في أحدث التصنيفات التي حظيت بها تركيا، تقرير لمجلة "فوربس" الأمريكية، جاءت فيه على ذكر تركيا بوصفها "الجنة الجديدة للأثرياء من كافة أنحاء العالم" وأنها "الوجهة الأفضل لأثرياء العالم"

    حيث أنّ عدد اليخوت السياحية لأثرياء العالم زادت لأعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، وأشهر اليخوت التي شغلت وسائل الإعلام " اليخت السياحي العملاق الذي يحمل اسم "فلاينج فوكس" وطوله 136 مترا والذي وصل في منتصف الشهر الثامن من عام 2020 إلى سواحل مدينة بودروم السياحية الواقعة جنوب غربي تركيا، وتعود ملكية هذا اليخت للمليادير الأمريكي "جيف بيزوز" مؤسس موقع "أمازون" والذي يبلغ إيجاره الأسبوعي "4 مليون دولار أمريكي"، وكذلك يصنّف كأكبر يخت عالمي للإيجار.

    وبحسب التقرير ذاته، أكدت الصحيفة الأمريكية أن تركيا كانت الوجهة المفضلة لرجال الأعمال الروس والأثرياء منهم، ولكن الملفت للنظر أنّ الإقبال على السياحة والإقامة في تركيا باتت مقصداً لأثرياء العالم بمختلف جنسياتهم.

    وقبله كذلك تداولت وسائل الإعلام زيارة اليخت العملاق "شهرزاد" لأحد أثرياء الشرق الأوسط كذلك في مدينة بودروم السياحية، في الشهر السادس من عام 2020.

     

    وفي تقرير حديث لمجلة مجلة بلومبيرغ الأمريكية تحدثت عن إبحار 63 يختاً سياحياً فاخراً إلى تركيا ،فيها مجموعة من كبار أثرياء العالم لقضاء عطلتهم السياحية في تركيا بعد تخفيف إجراءات مكافحة وباء كورونا.

    قصور إسطنبول تستقطب الأثرياء

    إنّ قيام تركيا بعرض عشرات القصور على جانبي البوسفور للبيع من أهم عوامل جذب الأثرياء للتملك في تركيا، حيث أفادت تقارير عن بيع حوالي 60 قصراً في إسطنبول خلال العام الماضي، وتبدأ أسعار القصور من 50 مليون دولار أمريكي، وتصل بعضها إلى 100 مليون دولار أمريكي.

    هذه القصور التي تعود ملكيتها إلى النخبة العثمانية كالسلاطين والوزراء والسفراء الأجانب، وكبار التجار والأثرياء آنذاك، وقد زاد من مكانتها ظهورها في المسلسلات التركية التي لاقت نجاحاً وشهرةً بشكل كبير.

    في مقدمة الأثرياء الأجانب الذي يرغبون بامتلاك القصور في تركيا وخاصة في إسطنبول هم القطريون، ثم الآذريون ثم الإيرانيون بحسب تقرير عن وكالة فرانس برس، وبشكل عام يعتبر أثرياء الشرق الأوسط هم الأكثر شراءً للقصور الفاخرة في تركيا.

    إلى جانب شراء القصور التاريخية، فقد برزت ظاهرة بناء القصور الجديدة كقصر الأمير محمد بن راشد آل مكتوم الذي بناه بالقرب من منطقة جبزة على أطراف القسم الآسيوي من إسطنبول.

    لمَ يفضل الأثرياء تركيا؟

    يُذكر وفقاً لتقارير صحف ومواقع متخصصة بالاستشارات الاقتصادية أنّ تركيا جذبت خلال العشرين سنة الماضية حوالي 20 ألف مليونير وقد أقاموا فيها، وأغلبهم من مواطني الشرق الأوسط، وتقف خلف تفضيل الأثرياء حول العالم لتركيا من أجل السياحة أو الإقامة، أو افتتاح الشركات والفروع التجارية والاستثمارية العديد من العوامل والأسباب، والتي يمكن تلخيصها بما يلي:

    · طبيعة تركيا الساحرة والجذابة

    · حيوية القطاع العقاري في تركيا، وفرص الاستثمار الواعد فيها

    · توفر فرص مثالية لحياة مستقرة وخاصة فيما يتعلق بالعمل والدراسة

    · الموقع الاستراتيجي لتركيا والذي يسهل العمل التجاري وتنمية الأرباح

    · الاهتمام الحكومي التركي بجذب الأثرياء وتقديم التسهيلات القانونية لذلك

    · عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في الكثير من دول الشرق الأوسط، مما جعل الأثرياء ورجال الأعمال يفكرون بشكل جدّي بتركيا كملاذ آمن لاستثماراتهم، ووطناً بديلاً للاستقرار فيها.

    · مقارنة بأوروبا وأمريكا فإنّ ظروف الحياة في تركيا ميسرة بشكل أكبر خاصة للأثرياء ورجال الأعمال

    · الدعاية السياحية القوية التي تحظى بها تركيا، وأهمها المسلسلات التركية التي ساهمت في تعريف الأجانب بالطبيعة التركية الساحرة.

    · تعتبر إسطنبول المركز الرئيسي لأعمال الشرق الأوسط، وقد تفوقت على كل من دبي والدوحة في هذا المجال، إذ أنّ إسطنبول تميّزت بامتلاكها عدداً أكبر من القطاعات الاقتصادية الجاذبة للاستثمار.

    · زاد افتتاح العلامات التجارية العالمية والفاخرة في تركيا بشكل كبير مثل: Prada، Hermes،Louis Vuitton ، Gucci، Chanel، Christian Louboutin، Ralph Lauren، Armani.

    أين يقيم الأثرياء في تركيا

    توجد في تركيا الكثير من المناطق التي تصلح للسكن والإقامة التي تعتبر من الأماكن المفضلة لدى الأثرياء، وتتركز أهم هذه الأحياء في ولاية إسطنبول ذات الطبيعة الحيوية المميزة، وأهمها:

    منطقة ساريير في إسطنبول

    تقع منطقة ساريير في القسم الأوروبي من إسطنبول مطلّة على مضيق البوسفور، عند التقاء المضيق مع البحر الأسود، وتحيط بمنطقة ساريير أهم الأحياء الاستثمارية في إسطنبول وهي: أيوب وبيشكتاش وشيشلي.

    تصنف منطقة ساريير وخاصة حي مسلك بأنها الوجهة الأولى للأثرياء، حيث تجتمع في المنطقة جميع أسباب الرفاهية والراحة والهناء، وبالقرب منها حدائق وغابات مميزة، مثل "غابة بلغراد" المعروفة بكونها من أفضل الغابات السياحية في تركيا.

    كذلك القرب من البوسفور والإطلالة الجذابة لعقاراتها يجعلها من أعلى العقارات أسعاراً، وخاصة الفلل التي تمتاز كذلك باستقلاليتها المطلقة، وهذه من أسباب اختيارها من قبل العائلات الثرية.

    اقرأ أيضاً: تعرف على منطقة مسلك في إسطنبول وأهم مميزاتها

    حي نيشان تاشي في إسطنبول

    حي تاريخي وحضاري، له مميزات خاصة بالتسوق كون مولاته التجارية من أفخم المولات في إسطنبول وتتواجد فيها أرقى الماركات التركية والأجنبية، إلى جانب وسائل الترفيه والحياة الرغيدة المتوفرة في الحي، كما أنّ طرازها المعماري يمزج بين الغرب والشرق في لوحة فريدة من نوعها.

    يصنّف حي نيشان تاشي كالقبلة الأولى للمشاهير الأتراك من فنانين وأدباء وشعراء ورجال أعمال ووزراء ولذلك زادت أهمية الحي لدى الأثرياء الأجانب.

    حي بَيبِك في إسطنبول

    يقع الحي ضمن منطقة بيشكتاش في الطرف الأوروبي من إسطنبول وبالقرب من مضيق البوسفور، وقد كان الحي بمثابة مصيف لكبار التجار والأثرياء من تركيا وخارجها، ولكن ساهمت الحركة العمرانية المتطورة في الحي بين ستينات وسبعينات القرن الماضي في تحويل هذا المصيف إلى واحد من أهم الأحياء السكنية الراقية والتي يقصدها الأثرياء للإقامة والاستقرار في جوّ تملؤه الرفاهية والراحة.

    هذا بالنسبة للأحياء المفضلة للسكن، أما من حيث السياحة فإنّ سواحل أنطاليا وبودروم من أكثر السواحل التركية التي تستقبل الأثرياء والأمراء والسفراء والكثير من الشخصيات الكبيرة والمعروفة عالمياً.

    حصول الأثرياء على الجنسية التركية

    تساعد القوانين التركية الأثرياء الأجانب على الحصول على الجنسية التركية من خلال عدة طرق وأهمها:

    · شراء عقارات في تركيا بقيمة 250 ألف دولار أمريكي على الأقل، مع اشتراط عدم بيعها إلى ما بعد 3 سنوات على الأقل

    · الاستثمار في تركيا بقيمة 500 ألف دولار أمريكي

    · الإيداع المصرفي بقيمة 500 ألف دولار أمريكي مع اشتراط عدم سحبها إلى ما بعد 3 سنوات

    · تأمين فرص عمل لـ50 مواطناً تركياً.

    كما أنّ الإجراءات القانونية المتبعة في خطوات الحصول على الجنسية التركية للمستثمرين تكون عادة أسرع وأقل روتيناً، ويمكن للمرشح للحصول على الجنسية التركية أن يتقدم بطلب الحصول على الجنسية له ولزوجته ولأبنائه دون سن الـ18

    اقرأ أيضاً: الحصول على الجنسية التركية مقابل شراء عقار

    لماذا تقوم تركيا بجذب الأثرياء ورجال الأعمال الأجانب

    إنّ لتركيا نظرة شاملة تخص الاقتصاد وتنميته وفرص الاستفادة من الاستثمارات الأجنبية ولذلك فهناك عدة أسباب تدفعها لجذب الأثرياء ورجال الأعمال الأجانب سواءً للسياحة أو للإقامة والعمل، أو تقدم لهم المغريات للحصول على الجنسية التركية، ومن هذه الأسباب:

    · تعتمد تركيا على الاستثمارات الأجنبية كخطة بديلة للاقتراض من البنك الدولي وذلك للتخلص من القيود الدولية.

    · تخطط تركيا سياحياً للاستفادة من نوعية السيّاح أكثر من عددهم، لذلك تركز على استهداف السيّاح الأثرياء.

    · إنّ حصول الأثرياء الأجانب على الجنسية التركية يساهم في تنمية الاقتصاد التركي، لأنهم سيوجهون أنظارهم للاستقرار في تركيا والاستثمار أكثر فيها.

    · تجنيس الأثرياء الأجانب وحتى فتح المجال أمامهم للسياحة وافتتاح المشاريع يصب في مصلحة زيادة فرص العمل في تركيا.

    · تحاول تركيا الاستفادة من عامل كونها دولة مسلمة بطبيعة أوروبية لتكون صلة الوصل بين الشرق والغرب، وبيئة عمل اقتصادية ناجحة للمستثمرين الشرق أوسطيين والأوروبيين والروس على حد سواء.

     

    إنّ الطموحات الاقتصادية عالية جداً في تركيا والبلاد تسير نحو نمو اقتصادي ولذلك هي تهتم بجذب المستثمرين الأجانب وخاصة من طبقة رجال الأعمال والأثرياء والأمراء ممن يشكل حضورهم في تركيا تطوراً واضحاً على المستوى الاقتصادي في تركيا.

    اضف تعليق: